(تقولُونَ) بالخطابِ، والباقون: بالغيبِ (١) ﴿عُلُوًّا﴾ تَعالِيًا.
﴿كَبِيرًا﴾ متباعِدًا عما يقولونَ.
...
﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (٤٤)﴾.
[٤٤] ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ﴾ أي: تنزِّهُهُ السمواتُ والأرضُ ومَنْ فيهنَّ من الملائكةِ والإنسِ والجنِّ عن هذهِ المقالةِ التي لكم، والاشتراك الذي أنتم بسبيلهِ. قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ، وابنُ عامرٍ، وابنُ كثيرٍ، وأبو بكرٍ عن عاصمٍ، ورويسٌ عن يعقوبَ بخلافٍ عنه: (يُسَبِّحُ) بالياءِ على التذكيرِ؛ لقيامِ (لهُ) مقامَ تاءِ التأنيثِ؛ ولأن تأنيثَ (السمواتِ) غيرُ حقيقيٍّ، وقرأ الباقون: بالتاء مؤنثًا على اللفظ، والقراءتان حسنتان (٢).
﴿وَإِنْ﴾ أي: وما ﴿مِنْ شَيْءٍ﴾ من حيٍّ وجمادٍ حتى صريرُ البابِ ﴿إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ أي: ينزِّهُ اللهَ ويحمَدُهُ ويمجِّدُه ﴿وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ﴾ تفهمونَ ﴿تَسْبِيحَهُمْ﴾ لأنه ليسَ بلغتِكم.
﴿إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا﴾ فلذلكَ أمهلَكُم ﴿غَفُورًا﴾ لمن تابَ منكم.
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٨١)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٦٨٤)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٠٧)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣٢٥).