﴿وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ﴾ ففضلَ إبراهيمَ بالخلَّةِ، وموسى بالتكليمِ، ومحمدًا بالمعراجِ.
﴿وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ تفضيلًا لهُ، كانَ زبورُ داود مئةً وخمسينَ سورةً ليسَ فيها حلالٌ ولا حرامٌ، بل تمجيدٌ وتحميدٌ، ودعاءٌ، صلواتُ اللهِ تعالى وسلامُه عليهم أجمعينَ، وهذا خطابٌ مع الذينَ يعترِفون بتفضيلِ الأنبياءِ، المعنى: إذا اعترفْتُم بتفضيلهِم، فلِمَ تنكرونَ فضلَ محمدٍ - ﷺ -، وهو واحدٌ منهم. قرأ حمزةُ، وخلفٌ: (زُبُورًا) بضمِّ الزاي، والباقون: بفتحها (١).
﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (٥٦)﴾.
[٥٦] ونزلَ فيمن عبدَ غيرَ اللهِ تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ﴾ أَنَّهم أولياؤكم.
﴿مِنْ دُونِهِ﴾ أي: دونِ اللهِ؛ ليكشفوا عنكم البلاءَ والضرَّ، وذلكَ أن المشركينَ أصابَهم قحطٌ شديدٌ، حتى أكلوا الكلابَ والجِيَفَ، فاستغاثوا بالنبيِّ - ﷺ - ليدعوَ لهم، فنزلت. قرأ عاصمٌ، وحمزةُ، ويعقوبُ: (قُلِ ادْعُوا) بكسرِ اللامِ في الوصلِ، والباقون: بالضمِّ (٢).
(٢) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٢٧٤)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣٢٧)، ورويت عن الكسائي بضم اللام.