الغينِ وتشديدِ الراء (١)، وقرأ أبو جعفرٍ: (الرِّيَاحَ) على الجمعِ، والباقون: على التوحيد (٢).
...
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (٧٠)﴾.
[٧٠] ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ جعلْنا لهم شَرَفًا وفَضْلًا، وهذا هو كرمُ نفيِ النقصانِ، لا كرمُ المالِ، قالَ ابنُ عباسٍ: "هو أنَّهم يأكلونَ بالأيدي، وغيرُ الآدميِّ يأكلُ بفيهِ منَ الأرضِ" (٣).
﴿وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ﴾ على الدوابِّ ﴿وَالْبَحْرِ﴾ على السُّفُنِ.
﴿وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ لذيذِ المطاعمِ والمشاربِ.
﴿وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ وظاهرُ الآيةِ أن فضلَهم على كثيرٍ ممن خلقه، لا على الكُلِّ، وقال قومٌ: فُضِّلوا على جميعِ الخلقِ إلَّا على الملائكةِ، وقيلَ: إلَّا على جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ وملكِ الموتِ وأشباهِهم، وفي تفضيلِ الملائكةِ على البشرِ اختلافٌ، والتفضيلُ حقيقةً لا يعلمُه إلا الله ومن شاءَ من خلقِه، وتقدَّمَ في سورةِ البقرةِ عندَ تفسيرِ قولِه
(٢) انظر: "تفسير القرطبي" (١٠/ ٢٩٣)، و"البحر المحيط" لأبي حيَّان (٦/ ٦١)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣٣٢).
(٣) انظر: "تفسير البغوي" (ص: ٦٩٦).