تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ [البقرة: ٣١] أنَّ مذهبَ أهلِ السُّنةِ أنَّ الأنبياءَ أفضلُ من الملائكةِ، وإنْ كانوا رُسُلًا.
...
﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (٧١)﴾.
[٧١] ﴿يَوْمَ﴾ أي: واذكرْ يومَ.
﴿نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ أي: بمنِ ائْتَمُّوا به من نبيٍّ وغيرِه.
﴿فَمَنْ أُوتِيَ﴾ من المدعُوِّينَ ﴿كِتَابَهُ﴾ أي: كتابَ عملِه.
﴿بِيَمِينِهِ﴾ وهمُ السعداءُ.
﴿فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ﴾ أي: ما فيه من الحسناتِ، ولم يذكرِ الأشقياءَ، وإنْ كانوا يقرؤون كتبَهم أيضًا، لأنهم إذا قرؤوا ما فيها، لم يُفْصِحوا به؛ خوفًا وحياءً، بخلافِ السعداءِ، فإنهم يقرؤون كتبَهم ظاهرًا مشهورًا ويُقْرِئُونها غيرَهم سُرورًا ﴿وَلَا يُظْلَمُونَ﴾ أي: جميعُ المدعوِّينَ ﴿فَتِيلًا﴾ وهو ما في شقِّ النواةِ طولًا، وتقدَّم في سورةِ النساءِ.
...
﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (٧٢)﴾.
[٧٢] ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ﴾ الدنيا ﴿أَعْمَى﴾ عن الهدايةِ ﴿فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى﴾ عن إثباتِ الحجَّةِ ﴿وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾ أَخْطَأُ طريقًا. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ، وأبو بكرٍ عن عاصمٍ، وورشٌ عن نافعٍ: (أَعْمَى) بالإمالةِ في الحرفينِ؛ لأن أَلفَها طرفٌ؛ لأنها بمعنى عامٍ، وهو من عَمَى


الصفحة التالية
Icon