وإن دعوتموهُ بالرحمنِ، فهو ذلك. قرأ عاصمٌ، وحمزةٌ: (قُلِ ادْعُوا) (أَوِ ادْعُوا) بكسرِ اللامِ والواو في الوصل، وافقَهُما يعقوبُ في كسرِ اللامِ فقط، وقرأ الباقون: بضمِّهما (١).
﴿أَيًّا مَا تَدْعُوا﴾ و (ما) صلةٌ، مجازُه: أَيًّا تَدْعو؛ كقولهِ (عَمَّا قَلِيل) و (جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ)، وتقديرهُ: أيَّ الأسماءِ تدعو به، فأنتَ مصيبٌ، ووقفَ حمزةُ، والكسائيُّ، ورويسٌ عن يعقوبَ على قوله: (أيًّا) دونَ (ما)، وعَوَّضُوا من التنوينِ ألفًا، ويبتدِئون (مَا تَدْعُوا) بتقدير: الذي تدعوهُ، ووقفَ الباقونَ على (ما) (٢).
﴿فَلَهُ﴾ سبحانَه ﴿الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ التي تقتضي أفضلَ الأوصافِ.
﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ﴾ أي: بقراءتك في صلاتِك، فَيَسُبَّكَ المشركونَ.
﴿وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ ولا تُخْفيها عن أصحابِك المصلِّينَ معكَ.
﴿وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ﴾ الفعلِ، وهو الجهرُ، والمخافة.
﴿سَبِيلًا﴾ طريقًا وَسَطًا.
...
﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (١١١)﴾.

(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٨٩)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٢٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣٣٤)، ورويت القراءة بضم اللام عن يعقوب.
(٢) انظر: "التيسير" للداني (ص: ٦١)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٢٨٧)، و "معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣٤٣).


الصفحة التالية
Icon