نزل: ﴿وَاتْلُ﴾ واقرأ يا محمد ﴿مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ﴾ أي: القرآن، واعمل به.
﴿لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾ لا نقص في قوله. قرأ أبو عمرو، ورويس عن يعقوب: ﴿مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾ بإدغام اللام الأولى في الثانية (١).
﴿وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾ ملجأ يلجأ إليه.
...
﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (٢٨)﴾.
[٢٨] ولما طلب عيينة بن حصن الفزاري وأصحابه من النبي - ﷺ - إبعاد أبي ذر وأصحابه من الفقراء من مجلسه؛ لرثاثة حالهم؛ ليجلسوا إليه، نزل: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ﴾ (٢) أي: احبسها.
﴿مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ﴾ طرفي النهار. قرأ ابن عامر: ﴿بِالْغَدَاةِ﴾ بضم الغين وإسكان الدال وواو بعدها، وقرأ الباقون: بفتح الغين والدال وألف بعدها (٣).
(٢) انظر: "تفسير الطبري" (١٥/ ٢٣٤)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: ١٧٠)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٢٧)، و"الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٣٨٠).
(٣) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٩٠)، و"التيسير" للداني (ص: ١٠٢)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٣٦١).