﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (٢٧)﴾.
[٢٧] ﴿ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ﴾ اللهُ ﴿وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ﴾ بزعمِكم. قرأ البزيُّ عن ابنِ كثيرٍ: (شُرَكَايَ) بياءٍ مفتوحةٍ بغيرِ همزٍ ولا مَدٍّ، قال الكواشيُّ: لأنَّ الأصلَ تركُ المدِّ؛ لأن المدَّ إنما يكونُ بزيادةِ حرفٍ ليسَ من أصلِ الكلمةِ، فرجعَ إلى الأصلِ معَ صحةِ القراءة وتواترِها، فلا تأثيرَ لطعنِ الطاعنِ فيها، والباقون: بفتحِ الياءِ والمدِّ بلا همزٍ؛ لأن الأشهرَ في (فَعيل) أن يُجمع على (فُعَلاء)؛ كشهيدٍ وشهداءَ (١).
﴿الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ﴾ تخاصِمُون في شأنِهم. قرأ نافعٌ: (تشُاقُّونِ) بكسر النونِ على الإضافةِ، أصلُه: تشُاقُّونَنِي، فحُذِفَ أحدُ النونينِ والياء، وتُركتِ الكسرةُ تدلُّ عليها. وقرأ الباقون: بفتح النونِ إخبارٌ عن غيرِ مضافٍ (٢)، تلخيصُه: ليحضُرْ من تزعمونَ، وليدفَعْ عنكم العذابَ.
﴿قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ أي: النبوةَ.
﴿إِنَّ الْخِزْيَ﴾ الهوانَ ﴿الْيَوْمَ وَالسُّوءَ﴾ العذابَ.
﴿عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ وفائدةُ قولهم إظهارُ الشماتةِ وزيادةُ الإهانةِ.
...

(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٧١ - ٣٧٢)، و"التيسير" للداني (ص: ١٣٧)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٢٧٥).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٧١)، و"التيسير" للداني (ص: ١٣٧)، و"تفسير البغوي" (٢/ ٦١١)، و"معجم القراءات القرآنية" (٣/ ٢٧٦).


الصفحة التالية
Icon