﴿أَوْ أَمْضِيَ﴾ أسير ﴿حُقُبًا﴾ زمانًا غير محدود، وجمعه أحقاب، والحقب أقل زمان، وقيل: ثمانون سنة.
...
﴿فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (٦١)﴾.
[٦١] ﴿فَلَمَّا بَلَغَا﴾ أي: موسى وفتاه.
﴿مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا﴾ أي: بين البحرين، وهو الموضع الذي وعد موسى أن يجتمع فيه بالخضر، وفيه الصخرة، وفيه عين الحياة التي لا يصيب ماؤها ميتًا إلا حيي.
﴿نَسِيَا حُوتَهُمَا﴾ الذي تزودا به، فأصابه شيء من برد ماء العين، فعاش ﴿فَاتَّخَذَ﴾ الحوت ﴿سَبِيلَهُ﴾ طريقه. قرأ أبو عمرو: (فَاتَّخَذَ سبِيلَهُ) بإدغام الذال في السين في الحرفين (١).
﴿فِي الْبَحْرِ سَرَبًا﴾ مسلكًا يسرب فيه من قوله: ﴿وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ﴾ الرعد: ١٠]، وإنما كان الحوت مع يوشع، فنسي موسى أن يطلبه ويتعرف حاله، ونسي يوشع أن يذكر له ما رأى من حياته ووقوعه في البحر.
وملخص القصة: ما روي عن أُبيِّ بنِ كعب: أنه سمع رسول الله - ﷺ - يقول: "إن موسى قام خطيبًا في بني إسرائيل، فسئل: أيُّ الناسِ أعلمُ؟ قال: أنا، فعتِبَ الله عليه؛ إذ لم يردَّ العلمَ إليه، فأوحى الله إليه أن لي عبدًا بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يا ربِّ فكيف لي به؟ قال:

(١) المصدران السابقان.


الصفحة التالية
Icon