بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة (١)؛ أي: سار، يقال: ما زلت أتبعه حتى اتبعته؛ أي: ما زلت أسير خلفه حتى لحقته، والمعنى: سلك طريقًا نحو الغرب.
...
﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (٨٦)﴾ [الكهف: ٨٦].
[٨٦] ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾ قرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وحفص عن عاصم: (حَمِئَةٍ) بغير ألف بعد الحاء وهمز الياء؛ أي: ذات حمأة، وهو الطين الأسود، وقرأ الباقون: (حَامِيَةٍ) بالألف وفتح الياء من غير همز (٢)، أي: حارة، ولا تنافي بينهما لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين.
وسأل معاوية كعب الأحبار: كيف تجد الشمس تغرب؟ قال: في ماء وطين، كذلك نجده في التوراة (٣).
﴿وَوَجَدَ عِنْدَهَا﴾ أي: عند تلك العين.

(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٩٧)، و"التيسير" للداني (ص: ١٤٥)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٥٧)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٩ - ١١).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٣٩٨)، و"التيسير" للداني (ص: ١٤٥)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٥٧)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣١٤)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٩ - ١٠).
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢/ ٤١٢)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" (٢/ ١٩٧ - ١٩٨). وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٢/ ٤٥٠ - ٤٥١).


الصفحة التالية
Icon