﴿وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا﴾ يبسًا، أي: بلغت العتي من أجل الكبر.
قرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: (عِتِيًّا) بكسر العين، والباقون: بضمها، وهما لغتان (١).
...
﴿قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (٩)﴾ [مريم: ٩].
[٩] فثَم ﴿قَالَ﴾ جبريل: ﴿كَذَلِكَ﴾ أي: كما قلتُ لك.
﴿قَالَ رَبُّكَ هُوَ﴾ أي: خلقُ يحيى من كبيرين ﴿عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾ سهل.
﴿وَقَدْ خَلَقْتُكَ﴾ قرأ حمزة والكسائي: (خَلَقْنَاكَ) بالنون والألف على لفظ الجمع للتعظيم، وقرأ الباقون: بالتاء مضمومة من غير ألف على لفظ التوحيد (٢)، وكلاهما إخبار؛ أي: أوجدناك.
﴿مِنْ قَبْلُ﴾ أي: قبل يحيى ﴿وَلَمْ تَكُ شَيْئًا﴾ بل كنت معدومًا.
...
﴿قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (١٠)﴾ [مريم: ١٠].
[١٠] ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً﴾ دلالة على حمل امرأتي. قرأ نافع،

(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٤٠٧)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٧٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٣٣).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٤٠٨)، و"التيسير" للداني (ص: ١٤٨)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٧٦)، و "معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٣٤).


الصفحة التالية
Icon