هدي التمتع، ومن كل هدي وجب عليه، إلا من أربعة أشياء: فدية الأذى، وجزاء الصيد، ونذر المساكين، وهدي التطوع إذا عطب قبل محله، وقال أبو حنيفة وأحمد: يأكل من هدي التطوع، ودم التمتع والقران، ولا يأكل من واجب سواهما، وسيأتي ذكر وقت الذبح والكلام عليه في سورة الكوثر إن شاء الله تعالى.
﴿وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ﴾ هو ذو البؤس؛ أي: الشدة.
﴿الْفَقِيرَ﴾ الذي لا شيء له.
...
﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩)﴾.
[٢٩] ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ﴾ يزيلوا أوساخهم، والمراد: الخروج عن الإحرام بالحلق، وقص الشارب، وقلم الأظافر، ولبس الثياب، وقال ابن عباس وابن عمر: قضاء التفث: مناسك الحج كلها (١).
﴿وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ ما ينذرون من البر في حجهم ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا﴾ ليدوروا طواف الإفاضة ﴿بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ الكعبة؛ لأنه أول بيت وضع للناس. قرأ ابن عامر، وأبو عمرو، وورش، ورويس، وقنبل: (ثمَّ لِيَقْضُوا) بكسر اللام، والباقون: بإسكانها (٢)، وتقدم توجيه قراءتهم عند
(٢) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٥٦)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٢٦)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣١٤)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ١٧٧).