﴿جَعَلْنَا مَنْسَكًا﴾ قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (مَنْسِكًا) بكسر السين بمعنى: موضع القربان، وقرأ الباقون: بفتح السين، مصدر بمعنى النسك، وهو إهراقة الدماء (١).
﴿لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ﴾ عند النحر ﴿عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ وقيد بهيمة الأنعام؛ لأن من البهائم ما لا يجوز في القرابين؛ كالخيل والحمر.
﴿فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا﴾ أخلصوا وأطيعوا ﴿وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ المطيعين المتواضعين، والخبت: المكان المطمئن من الأرض، روي أن قوله: ﴿وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾ نزل في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم (٢).
...
﴿الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣٥)﴾.
[٣٥] ﴿الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ﴾ خافت واضطربت ﴿قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ﴾ من المحن ﴿وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ﴾ في أوقاتها.
﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ يتصدقون.
...
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٦/ ٤٨ - ٤٩).