ضربه الله تعالى للكافرِ، رزقه الله مالًا، فلم يقدِّم فيه خيرًا، والمؤمنِ يعملُ في مالِه بطاعة الله تعالى.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ أي: الثناءُ له، لا يستحقُّه غيرهُ.
﴿بَلْ أَكْثَرُهُمْ﴾ يعني: الكفارَ ﴿لَا يَعْلَمُونَ﴾ فيضيفون نعمَه إلى غيرهِ.
...
﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٧٦)﴾.
[٧٦] ثم ضربَ مثلًا للأصنام فقالَ: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ﴾ أخرسُ.
﴿لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ﴾ عِيالٌ وثِقْلٌ ﴿عَلَى مَوْلَاهُ﴾ مَنْ يلِي أمرَه.
﴿أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ﴾ يُرْسِلْهُ ﴿لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ﴾ لأنه لا يَفْهَمُ، ولا يُفْهَمُ عنه، هذا مثلُ الأصنامِ لا تسمعُ ولا تنطقُ، وهي كَلٌّ على عابدِها، تحتاج إلى حملِها ووضعِها وخدمتِها.
﴿هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ﴾ وهو اللهُ سبحانه قادرٌ متكلمٌ يأمرُ بالتوحيدِ.
﴿وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ يعني: يدلُّكم على صراطٍ مستقيمٍ.
***


الصفحة التالية
Icon