﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ﴾ (١) هو الذي جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه ﴿وَلَا نَبِيٍّ﴾ هو الذي لم ينزل عليه كتاب، وإنما أمر أن يدعو إلى شريعة من قبله، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولًا.
﴿إِلَّا إِذَا تَمَنَّى﴾ أي: تلا وقرأ كتاب الله.
﴿أَلْقَى الشَّيْطَانُ﴾ بقراءة نفسه ﴿فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾ في قراءته، المعنى: ما من رسول (٢) ولا نبي قبلك إلا مكنا الشيطان أن يلقي في قراءتهم مثل ما ألقى في قراءتك، فلا تهتم لذلك. قرأ أبو جعفر: (أُمْنِيَتِهِ) بتخفيف الياء، والباقون: بتشديدها (٣).
﴿فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ﴾ أي: يبطله.
﴿ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ﴾ أي: يثبتها.
﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ﴾ بأحوال الناس ﴿حَكِيمٌ﴾ فيما يفعله بهم، وما نقل من أن الشيطان ألقاها على لسان النبي - ﷺ -، أو أنه أصابته -عليه السلام- سِنَة، فقالها، أو حدَّثَ نفسه فسها، فهذا كله ضعيف واه لم يُرو بسند صحيح؛ لعصمته - ﷺ -، ونزاهته عن مثل ذلك، وعن جريان الكفر على قلبه أو لسانه عمدًا أو سهوًا، أو يكون للشيطان عليه سبيل.
...

(١) تقدم ذكر قصة الغرانيق والتعليق عليها، فيما ذكره الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (٢/ ٣٩١ - ٣٩٣). وانظر: "فتح الباري" لابن حجر (٨/ ٤٣٩).
(٢) "ما من رسول" ساقطة من "ش".
(٣) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢١٧)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ١٩١).


الصفحة التالية
Icon