على التوحيد فيهما، وقرأهما الباقون: بكسر العين وفتح الظاء وألف بعدها على الجمع (١).
﴿ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾ بنفخ الروح فيه، وقيل: هو تغير أحواله من ولادة إلى رضاع إلى قعود إلى قيام إلى مشي إلى أكل وشرب إلى تقلب في البلاد.
﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ﴾ أي: تعالى وتقدس، وتبدل منه.
﴿أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ المقدِّرين، والخلق في اللغة: التقدير.
روي أن ابن أبي السرح كان يكتبها لدى النبي - ﷺ -، فقال: تبارك الله أحسن الخالقين، فقال - ﷺ -: "اكتبها، فهكذا أنزلت"، فارتد وقال: إن كان محمد يوحى إليه، فأنا يوحى إلي، ثم أسلم يوم الفتح (٢).
قال (٣) الكواشي: وليس لأحد بهذه الحكاية طعن في القرآن، ولا في إعجازه؛ لأن الكلمة والكلمتين قد تتفق لمن لم يتقدم له قدم في قرآن ولا كلام ولا شعر، ولا يحصل بالكلمة والكلمتين إعجاز، وأقل ما يحصل الإعجاز بالسورة الواحدة، قال ابن جريج: إنما جمع الخالقين؛ لأن عيسى كان يخلق.

(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٤٤٤)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٢٤١)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣١٨)، و "معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٢٠٣).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٧/ ٢٧٣)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٤/ ١٣٤٧)، عن السدي. وانظر: "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (١/ ٤٤٤).
(٣) في "ت": "فقال".


الصفحة التالية
Icon