﴿لَقَادِرُونَ﴾ فتموتون عطشًا، وتهلك مواشيكم، وتخرب أراضيكم.
وفي الخبر: "أن الله تعالى أنزل أربعة أنهار من الجنة: سيحان، وجيحان، ودجلة، والفرات" (١).
وفي رواية عكرمة عن ابن عباس: "خمسة أنهار" فزاد بعد الأربعة: "والنيل" (٢).
...
﴿فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (١٩)﴾.
[١٩] ﴿فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ﴾ أي: بالماء ﴿جَنَّاتٍ﴾ بساتين (٣).
﴿مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا﴾ في الجنات ﴿فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ﴾ تتفكهون بها ﴿وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ تغذيًا، وخص النخل والأعناب بالذكر؛ لأنها أكثر فواكه العرب بالحجاز بالطائف والمدينة وغيرهما؛ ولأنهما أشرف الثمار، وذكرها مثالًا؛ تشريفًا لها، وتنبيهًا عليها.
...

(١) رواه ابن أبي الدنيا عن ابن عطاف، كما ذكر السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٩٥).
(٢) رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٦/ ٣١٥)، وابن حبان في "المجروحين" (٣/ ٣٤)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (١/ ٥٧). وقد روى مسلم (٢٨٣٩)، كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: ما في الدنيا من أنهار الجنة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - ﷺ - "سيحان وجيحان، والفرات والنيل، كلٌّ من أنهار الجنة".
(٣) "بساتين" زيادة من "ت".


الصفحة التالية
Icon