﴿وَالطَّيِّبَاتُ﴾ من القول ﴿لِلطَّيِّبِينَ﴾ من الناس.
﴿وَالطَّيِّبُونَ﴾ من الناس ﴿لِلطَّيِّبَاتِ﴾ من القول، المعنى: أن الخبيث من القول لا يليق إلا بالخبيث من الناس، والطيب لا يليق إلا بالطيب، فعائشة لا يليق بها الخبائث من القول؛ لأنها طيبة، فيضاف إليها طيبات الكلام من الثناء الحسن وما يليق بها، وقيل: معناه: الخبيثات: الزواني للخبيثين: الزناة، وبالعكس، والطيبات: العفائف للطيبين: العفيفين، وبالعكس، والتكرير للتأكيد إيذانًا أن كل واحد منهما لا يصلح إلا لصاحبه.
﴿أُولَئِكَ﴾ يعني: عائشة وصفوان، ذكرهما الله بلفظ الجمع؛ كقوله: ﴿فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ﴾ [النساء: ١١]؛ أي: أخوان، وقيل: ﴿أُولَئِكَ﴾ يعني الطيبين والطيبات.
﴿مُبَرَّءُونَ﴾ منزهون ﴿مِمَّا يَقُولُونَ﴾ الخبيثون والخبيثات فيهم من القذف.
﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ﴾ هي العفو عن ذنوبهم ﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ الجنة.
...
﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٢٧)﴾.
[٢٧] ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ﴾ قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو، ويعقوب، وورش عن نافع، وحفص عن عاصم: (بُيُوتًا) (بُيُوتكُمْ) بضم الباء، والباقون: بكسرها (١) ﴿حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا﴾ تستأذنوا.

(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ٨٠)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري =


الصفحة التالية
Icon