﴿ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ﴾ بين أجزاء الغيم، فيجعله شيئًا وَاحدًا بعد أن كان قطعًا.
قرأ أبو جعفر، وورش عن نافع: (يُوَلِّفُ) بفتح الواو من غير همز (١).
﴿ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا﴾ متراكمًا بعضُه فوق بعض.
﴿فَتَرَى الْوَدْقَ﴾ المطر ﴿يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ﴾ فُتوقِه، جمع خَلَل.
﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ﴾ معناه: ينزل من جبال في السماء، تلك الجبالُ من برد.
قال ابن عباس: "أخبر الله تعالى أن في السماء جبالًا من برد" (٢)، ومفعول الإنزال محذوف تقديره: وينزل من السماء من جبال فيها بردًا، فاستغنى عن ذكر المفعول؛ للدلالة عليه.
قال أهل النحو: ذكر الله تعالى (من) ثلاث مرات في هذه الآية، فقوله: (مِنَ السَّمَاءِ) لابتداء الغاية؛ لأن ابتداء الإنزال من السماء، وقوله: (مِنْ جِبَالٍ) للتبعيض؛ لأن ما ينزله الله بعضُ تلك الجبال، وقوله: (مِنْ بَرَدٍ) للتجنيس؛ لأن تلك الجبال جنس البرد (٣).
﴿فَيُصِيبُ بِهِ﴾ أي: بالبرد ﴿مَنْ يَشَاءُ﴾ فيهلك زرعه وأمواله.
﴿وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ﴾ فلا يضره.
(٢) ذكره عنه البغوي في "تفسيره" (٣/ ٣٠٧)، وذكره القرطبي في "تفسيره" (١٢/ ٢٨٩) دون نسبة.
(٣) انظر: "تفسير الطبري" (١٨/ ١٥٤)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٣٠٧).