﴿ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا﴾ على الهجرةِ والجهادِ.
﴿إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا﴾ أي: الفتنةِ والغفلةِ.
﴿لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ قيل: نزلَتْ في عبدِ الله بنِ أبي سَرْحِ حينَ ارتدَّ، ثم أسلمَ وحَسُنَ إسلامُه.
...
﴿يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (١١١)﴾.
[١١١] ﴿يَوْمَ تَأْتِي﴾ المعنى: لغفورٌ رحيمٌ يوم تأتي ﴿كُلُّ نَفْسٍ﴾ أي: ذو نَفْسٍ ﴿تُجَادِلُ﴾ تُحاجُّ.
﴿عَنْ نَفْسِهَا﴾ فالنفسُ الأولى هي المعروفةُ، والثانيةُ بمعنى الذاتِ؛ كما تقولُ: نفسُ الشيءِ وعينُه؛ أي: ذاتُه، المعنى: يومَ يأتي كلُّ إنسانٍ يُجادِلُ عن ذاتِه، لا فكرهَ له بغيرِه.
﴿وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ﴾ جزاءَ.
﴿مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ لا ينقصون أجورَهم.
...
﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (١١٢)﴾.
[١١٢] ثم ضربَ مثلًا بمن أنعمَ عليه فلم يَشْكُرْ، وأبطرَتْه النعمةُ فكفرَ، فقال: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً﴾ هي مكةُ ﴿كَانَتْ آمِنَةً﴾ لا يُهاجُ أهلُها،


الصفحة التالية
Icon