فإذا صدقت تلك الكلمة، كانت سبب ضلال من سمعها، وقال: (أَكْثَرُهُمْ)؛ لأن من الأفاك من قد يصدق.
...
﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (٢٢٤)﴾.
[٢٢٤] ونزل في جماعة من الكفار كانوا يقولون الشعر، ويقولون: نحن نقول كما يقول محمد، واتبعهم غواة على ذلك ﴿وَالشُّعَرَاءُ﴾ مبتدأ، خبره:
﴿يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾ السفهاء الذين يروون هجاء المسلمين. قرأ نافع: (يَتْبَعُهُمُ) بفتح الباء مخففًا، والباقون: بكسر الباء مشددًا (١).
...
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (٢٢٥)﴾.
[٢٢٥] ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ﴾ تمثيل لذهابهم في كل فن من القول.
روي عن يعقوب وقنبل: الوقفُ بالياء على (وَادِي).
﴿يَهِيمُونَ﴾ يذهبون على غير قصد، كما يذهب الهائم على وجهه.
...
(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٤٧٤)، و"التيسير" للداني (ص: ١١٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٣٣١).