﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧)﴾.
[١٧] ﴿وَحُشِرَ﴾ جُمع ﴿لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ﴾ في مسير كان له.
﴿فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ يُحبسون ثم يُساقون، وأصل الوزع: الكف، والوزَّاع: هو الحابس، وهو النقيب، وكان معسكره مئة فرسخ: في مئة فرسخ خمسة وعشرون للإنس، وخمسة وعشرون للجن، وخمسة وعشرون للوحش، وخمسة وعشرون للطير، وكان يأمر الريح العاصف فترفعه، ويأمر الرخاء فتسير به، فأوحى الله إليه وهو بين السماء والأرض: أني قد زدت في ملكك: أنه لا يتكلم أحد من الخلائق بشيء إلا جاءت الريح فأخبرتك، فبينا هو يسير، رآه وجندَه حَرَّاث، فقال: لقد أوتي آل داود ملكًا عظيمًا، فمشى إليه سليمان وقال: إنما مشيت إليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه، ثم قال: والله لتسبيحة واحدة يتقبلها الله خير مما أوتي آل داود (١).
...

(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٩/ ٤٣٧)، والحاكم في "المستدرك" (٤١٤١) عن محمد بن كعب، وذكره البغوي في "تفسيره" (٣/ ٣٨٩ - ٣٩٠)، والقرطبي في "تفسيره" (١٣/ ١٧٦)، وذكر القرطبي عن ابن عطية قوله: واختُلف في معسكره ومقدار جنده اختلافًا شديدًا، غير أن الصحيح أن ملكه كان عظيمًا مِلأَ الأرض، وانقادت له المعمورة كلُّها.


الصفحة التالية
Icon