تعالى مستأنفًا: فحذفت همزة الوصل بعد (يا) وقبل السين من الخط على مراد الوصل دون الفصل.
قال الحافظ أبو عمرو الداني: كما حذفوها في قوله: (يَبْنَؤمَّ) في طه على مراد ذلك.
قال ابن الجزري: أما (يا بنؤم). فقد رأيته في المصاحف الشامية من الجامع الأموي، ورأيته في المصحف (١) الكبير الذي يذكر أنه الإمام من الفاضلية بالديار المصرية. وفي المصحف المدني: بإثبات إحدى الألفين، ولعل الداني رآه في بعض المصاحف محذوف الألفين، فنقله كذلك. وقرأ الباقون: بتشديد اللام، و (يَسْجُدُوا) عندهم كلمة واحدة، مثل ألا يقولوا، فلا يجوز القطع على شيء منها (٢)، المعنى: وزين لهم الشيطان أعمالهم؛ لئلا يسجدوا ﴿لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ﴾ المستتر ﴿فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ فخبء السماء: المطر، وخبء الأرض: النبات.
﴿وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ وصف له بما يوجب اختصاصه باستحقاق السجود. قرأ الكسائي، وحفص عن عاصم: (تُخْفُونَ) و (تُعْلِنُونَ) بالخطاب، والباقون: بالغيب (٣).
...
(٢) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٦٧)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٣٩٦)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٣٧)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٣٤٦).
(٣) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٦٨)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٣٩٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٣٤٨).