﴿وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ﴾ على ما فيه من درر وجوهر.
...
﴿قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (٤٠)﴾.
[٤٠] فقال سليمان: أسرع من هذا ﴿قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ﴾ أي: من كتابها إليه، وهو آصف بن برخيا، وكان صِدّيقًا يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وهو يا حي يا قيوم، وقيل غيره (١)، وكان بينه وبين عرشها مقدار شهرين:
﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ أي: تحريك أجفانك إذا نظرت.
قرأ حمزة، وخلف بخلاف عن خلاد: (آتِيكَ) بإمالة فتحة الهمزة في الحرفين (٢). رُوي أن آصف قال لسليمان: أرسل طرفك، فنظر نحو اليمين، فدعا آصف، فسار الكرسي تحت الأرض، ونبع لدى سليمان قبل أن يرجع إليه طرفه (٣).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٤٨٢)، و"التيسير" للداني (ص: ٥١)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣٣٧)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٣٥٤).
(٣) انظر: "تفسير البغوي" (٣/ ٤٠٣)، ورواه الطبري في "تفسيره" (١٩/ ٤٦٨) عن وهب بن منبه.