والرهط: ما دون العشرة، وليس فيهم امرأة، وتقدم الكلام عليه في سورة هود (١)، وأسماؤهم: رأب، وغلم، والهذيل، ومصدع، وشحيط، ولحيط، وسالف، وقدار، وسمعان رأس الماكرين.
﴿يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ بالمعاصي ﴿وَلَا يُصْلِحُونَ﴾ وهم الذين اتفقوا على عقر الناقة، وهم غواة قوم صالح، ورأسهم قدار بن سالف، وهو الذي تولى عقرها، كانوا يعملون بالمعاصي.
...
﴿قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (٤٩)﴾.
[٤٩] ﴿قَالُوا تَقَاسَمُوا﴾ تحالفوا ﴿بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ﴾ لنقتلنه ﴿وَأَهْلَهُ﴾ أي: قومه الذين أسلموا معه، البيات: مباغتة العدو ليلًا.
﴿ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ﴾ أي: ولي دمه:
﴿مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ﴾ أي: إهلاكهم.
﴿وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ في قولنا، ووجه دعواهم الصدق، وقد جحدوا ما فعلوا بهم: أنهم اعتقدوا أنهم إذا بيتوا. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (لَتُبَيِّتُنَّهُ) (ثُمَّ لَتَقُولُنَّ) بالتاء فيهما، وضم التاء الثانية في الأول، وضم اللام الثانية في الثاني؛ أي: يأمر بعضهم بعضًا بالتحالف على إهلاك صالح وأهله ليلًا؛ من البيات، وقرأ الباقون: بالنون في الفعلين وفتح التاء واللام إخبارًا عن أنفسهم (٢)، وقرأ أبو بكر عن عاصم: (مَهْلَكَ) بفتح الميم

(١) عند تفسير الآية (٩٢).
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٤٨٣)، و"التيسير" للداني (ص: ١٦٨)، =


الصفحة التالية
Icon