﴿وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾ فيجازي كلًّا بعمله، وهو وعد للصابرين، ووعيد للعاصين.
قال - ﷺ -: "إذا نظر أحدُكم إلى من فُضِّلَ عليه من المال والجسم، فلينظرْ إلى مَنْ هو دونَه في المال والجسم" (١).
...
﴿وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (٢١)﴾.
[٢١] ﴿وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا﴾ أي: لا يؤمنون بالبعث، فلا يخافون عذابنا.
﴿لَوْلَا﴾ هَلَّا ﴿أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ﴾ فتخبرنا أن محمدًا صادق.
﴿أَوْ نَرَى رَبَّنَا﴾ فيخبرنا بذلك، وجواب القسم محذوف.
﴿لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ﴾ بالكفر.
﴿وَعَتَوْا﴾ طغوا، والعتو: أشدُّ الكفر، وأفحشُ الظلم.
﴿عُتُوًّا كَبِيرًا﴾ بالغًا أقصى مراتبه؛ لطلبهم رؤية الله حتى يؤمنوا به.
...

(١) رواه هنَّاد بن السَّري في "الزهد" (١/ ٤٧)، وأبو يعلى في "مسنده" (٦٢٦١)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٤٥٧٤)، والبغوي في "تفسيره" (٣/ ٣٢٧)، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- بهذا اللفظ. ورواه البخاري (٦١٢٥)، كتاب: الرقاق، باب: لينظر إلى من هو أسفل منه، ومسلم (٢٩٦٣)، في أول كتاب: الزهد والرقائق، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- بلفظ: "المال والخلق" بدل "المال والجسم".


الصفحة التالية
Icon