﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ ما أمكنك إخفاؤه، ولما وضعت موسى أمه، وخرجت القابلة من عندها، رآها بعض العيون، فقالت أخته: هذا الحرسي بالباب، فألقته أمه في التنور وهو يُسْجَر، فدخلوا فقالوا: ما شأن هذه القابلة عندك؟ قالت: هي مصافية لي فأرضعته ثمانية أشهر، وقيل: أربعة، وقيل: ثلاثة.
﴿فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ﴾ القتلَ ﴿فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ﴾ البحر، والمراد هنا: النيل.
﴿وَلَا تَخَافِي﴾ عليه الغرق ولا الضيعة ﴿وَلَا تَحْزَنِي﴾ على فراقه.
﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ﴾ لتربيه ﴿وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ فجمع في (١) هذه الآية بين أمرين ونهيين، وخبرين وبشارتين، والفرق بين الخوف والحزن: أن الخوف غم يلحق لمتوقع، والحزن خوف يلحق لواقع، فخافت عليه، فوضعته في تابوت مطبق، ثم ألقته في النيل ليلًا (٢).
...
﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (٨)﴾.
[٨] وكان لفرعون إبنة يحبها، وبها برص، فوصفوا لها ريق حيوان شبه الإنسان يخرج من النيل يوم كذا عند طلوع الشمس، تلطخ به وجهها، فتبرأ، فأقبل التابوت على وجه الماء، فقال فرعون: عليَّ به.
(٢) انظر: "تفسير البغوي" (٣/ ٤٢٦).