﴿وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (٩)﴾.
[٩] وأحبه فرعون وزوجته آسية بنت مزاحم وابنته حبًّا شديدًا، فقال الغواة من قوم فرعون: أيها الملك! إن ذلك المولود الذي تحذر منه من بني إسرائيل هو هذا، رمي به في البحر فرقًا، فاقتله، فهم فرعون بقتله، فثبطته عنه آسية، وكانت من خيار النساء من بنات الأنبياء من بني إسرائيل، وكانت أمًّا للمساكين، ترحمهم وتتصدق عليهم.
﴿وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ﴾ أي: هو قرة ﴿عَيْنٍ لِي وَلَكَ﴾ وقف ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب: (امْرَأَهْ) (قُرَّهْ) بالهاء فيهما (١).
﴿لَا تَقْتُلُوهُ﴾ قال - ﷺ -: "لو قالت يومئذ: قرةُ عين لي كما هو لك، لهداه الله كما هداها" (٢)، فاستوهبت آسية موسى من فرعون، فوهبها إياه، فتوسمت فيه النجابة.
فقالت: ﴿عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا﴾ في مهامنا ﴿أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾ نتبناه.
﴿وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ أن هلاكهم على يده، وسمته آسية موسى؛ لأن تابوته وجد بين الماء والشجر، والماء في لغتهم (مو)، والشجر (شا).
قال ابن عباس: "لو أن عدو الله قال في موسى كما قالت آسية: {عَسَى
(٢) رواه النسائي في "السنن الكبرى" (١١٣٢٦)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٩٤٤).