فثم ﴿قَالَ﴾ الإسرائيلي: ﴿يَامُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ﴾ أي: ما تريد ﴿إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ﴾ بالقتل ظلمًا.
﴿وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ﴾ فلما قال ذلك، علموا حينئذ من قاتلُ الأول، فوصل ذلك إلى فرعون، فهمُّوا بقتل موسى.
...
﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (٢٠)﴾.
[٢٠] قلما أرسل فرعون الذباحين لقتله، أخذوا الطريق الأعظم.
﴿وَجَاءَ رَجُلٌ﴾ مؤمن، وكان ابنَ عم فرعون، واسمه خربيل، وقيل غيره، وهو مؤمن آل فرعون.
﴿مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ﴾ آخرها.
﴿يَسْعَى﴾ أي: يسرع في مشيه، فأخذ طريقا قريبًا حتى يسبق إلى موسى، فأخبره وأنذره حتى أخذ طريقًا آخر.
﴿قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ﴾ يعني: أشراف قوم فرعون ﴿يَأْتَمِرُونَ بِكَ﴾ أي: يتشاورون بسببك.
﴿لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ﴾ من المدينة ﴿إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ﴾ في الأمر بالخروج.
...
﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢١)﴾.
[٢١] ﴿فَخَرَجَ﴾ موسى ﴿مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ﴾ التعرُّضَ له في الطريق.