خلف، فقتله النبي الله - ﷺ - يوم أحد بيده (١)، روي أنه يأكل يديه حتى تبلغ مرفقيه، ثم يأكل هكذا، كما نبتتا (٢)، أكلهما تحسرًا.
﴿يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ﴾ في الدنيا ﴿مَعَ الرَّسُولِ﴾ محمد ﴿سَبِيلًا﴾ طريقًا إلى الجنة، وهو الإيمان. قرأ أبو عمرو: (يَا لَيْتَنِيَ) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها (٣)، وقرأ ابن كثير، وحفص عن عاصم، ورويس عن يعقوب: (اتَّخَذْتُ) بإظهار الذال عند التاء، والباقون: بإدغامها (٤).

(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٣٢٦٣)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ٢٥٨) باب: شدة رسول الله - ﷺ - في اليأس، عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، به، وعندهما: أن أبيًّا كان قد حلف وهو بمكة ليقتلنَّ رسول الله - ﷺ - فلما بلغت رسولَ الله - ﷺ - حلفته قال رسول الله - ﷺ -: "بل أنا أقتله إن شاء الله"، فأقبل أبي متقنعًا في الحديد وهو يقول: إن نجوت لا نجا محمد، فحمل على رسول الله - ﷺ - يريد قتله، فاستقبله مصعب بن عمير، يقي رسول الله - ﷺ - بنفسه، فقتل مصعب بن عمير، وأبصر رسول الله - ﷺ - ترقوة أبي بن خلف من فُرجة بين سابغة الدرع والبيضةِ، فطعنه بحربته، فوقع أبيُّ عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم، فأتاه أصحابه فاحتملوه وهو يخور خوار الثور. فقالوا: ما أجزعك؟ إنما هو خدش، فذكرهم قول رسول الله - ﷺ - "أنا أقتل أبيًّا" ثم قال: والذي نفسي بيده، لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون. فمات إلى النار، فسحقًا لأصحاب السعير.
(٢) ذكره البغوي في "تفسيره" (٣/ ٣٣٠)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (٤/ ٤٧١) عن عطاء. وذكره أبو حيان في "البحر المحيط" (٨/ ٣٦٠) عن الضحاك.
(٣) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٦٥)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٣٣٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٢٨٣).
(٤) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣٢٩)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٢٨٣).


الصفحة التالية
Icon