﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ بالمستعدين لذلك.
...
﴿وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (٥٧)﴾.
[٥٧] ﴿وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا﴾ أي: يأخذْنا العرب لقتلنا، والقائلون قريش، وسبب نزولها: أن الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إنا لنعلم أن الذي تقول حق، ولكنا إن اتبعناك على دينك، خفنا أن تخرجنا العرب من أرض مكة، والاختطاف: الانتزاع بسرعة، فنزل توبيخًا لهم:
﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ﴾ (١) نسكنهم ﴿حَرَمًا آمِنًا﴾ يأمنون فيه العدو والخسف مع كفرهم، فكيف لو أسلموا؟! إن العرب كانت تغير بعضهم على بعض، ويقتل بعضهم بعضًا، وأهل مكة آمِنون؛ حيث كانوا لحرمة الحرم.
﴿يُجْبَى﴾ يجمع، ويحمل ﴿إِلَيْهِ﴾ قرأ نافع، وأبو جعفر، ورويس عن يعقوب: (تُجْبَى) بالتاء على التأنيث؛ لأجل الثمرات، وقرأ الباقون: بالياء

= الموت ما لم يشرع في النزع وهو الغرغرة، عن سعيد المسيب، عن أبيه -رضي الله عنه-.
(١) انظر: "السنن الكبرى" للنسائي (١١٣٨٥)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: ١٩٥).


الصفحة التالية
Icon