﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (٨٣)﴾ [القصص: ٨٣].
[٨٣] ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ﴾ أي: الجنة.
﴿نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا﴾ بَغْيًا.
﴿فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا﴾ عَمَلًا بالمعاصي ﴿وَالْعَاقِبَةُ﴾ المحمودة ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾.
عن علي رضي الله عنه: أنها نزلت في أهل التواضع من الولاة وأهل القدوة (١).
﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٨٤)﴾.
[٨٤] ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ﴾ أي: بعمل صالح.
﴿فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا﴾ أي: من ثوابها الموازي لهما.
﴿وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ أخبر تعالى أن السيئة لا يُضاعف جزاؤها؛ فضلًا منه ورحمة.
﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٨٥)﴾.
[٨٥] ولما خرج رسول الله - ﷺ - من الغار مهاجرًا إلى المدينة، سار في

(١) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٦/ ٤٤٤).


الصفحة التالية
Icon