[الآية: ٣٣]، وتقدم ذكر الاختلاف عمره حين بعثه الله إلى قومه في سورة الأعراف عند تفسير قوله تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ﴾ [الأعراف: ٥٩] وتقدم ذكر تاريخ ركوبه في السفينة، وخروجه منها، وما بين الطوفان والهجرة الشريفة النبوية المحمدية في سورة هود عند آخر القصة.
فلما أنذرهم هذه المدة، وهي تسع مئة وخمسون سنة، فلم يؤمنوا، أذن له في الدعاء، فدعا عليهم.
﴿فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ﴾ ما أطاف وأحاط بغلبة؛ كالسيل، فغرقوا.
﴿وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ مشركون.
﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (١٥)﴾.
[١٥] ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ﴾ من الغرق.
﴿وَجَعَلْنَاهَا﴾ أي: السفينة، أو العقوبة.
﴿آيَةً﴾ علامة على قدرة الله تعالى في شدة بطشه ﴿لِلْعَالَمِينَ﴾ وقوله: ﴿فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ﴾ يقتضي أنه أخذ قومه فقط، وقد اختلف في ذلك، فقالت فرقة: إنما غرق في الطوفان طائفة من الأرض، وهي المختصة بقوم نوح، وقالت فرقة هي الجمهور: وإنما غرقت المعمورة كلها، وهذا هو ظاهر الأمر؛ لاتخاذه السفينة، وغير ذلك من الدلائل.
فإن قيل: كيف غرق الجميع، والرسالة إلى البعض؟ فالوجه في ذلك أن يقال: إن اختصت شيء بأمة ليس هو بألَّا يهدي غيرها ولا يدعوها إلى توحيد الله تعالى، وإنما هو بألَّا تؤخذ بفعال غيرها، ولا يبث العبادات