﴿كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ﴾ يخلقه ابتداءً نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ثم شخصًا سويًّا، ثم يميته ﴿ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ حيًّا وقتَ البعث.
﴿إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ لا يفتقر في فعله إلى شيء.
﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠)﴾.
[٢٠] ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا﴾ إلى ديارهم وآثارهم.
﴿كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ﴾ أي: خلقه ابتداء على غير مثال.
﴿ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ﴾ وهي نشأة القيام من القبور، المعنى: إذا قَدَر على بدء الخلق أولًا، فهو على إنشائه وإحيائه بعد الموت أقدرُ. قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: (النَّشَاءَةَ) بفتح الشين والمد حيث وقع، والباقون: بسكون الشين مقصورة، وهما لغتان (١)؛ كالرأفة والرآفة، ووقف حمزة على وجهين في ذلك: أحدهما: أن يلقي حركة الهمزة على الشين، ثم يسقطها طردًا للقياس، والثاني: أن يفتح الشين، ويبدل الهمزة ألفًا إتباعًا للخط، ومثله قد سمع من العرب (٢).

= و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ٤٢).
(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٤٩٨)، و"التيسير" للداني (ص: ١٧٣)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٤٦٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ٤٣).
(٢) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٧٣)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣٤٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ٤٣).


الصفحة التالية
Icon