﴿وَقَالَ﴾ إبراهيم ﴿إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى﴾ حيث أمرني.
﴿رَبِّي﴾ بالهجرة إليه، فهاجر من كوثا سواد الكوفة إلى حران، ثم إلى فلسطين، وهو أول من هاجر، ومعه لوط وسارة، وهو ابن خمس وسبعين سنة، وقيل غير ذلك، ومنه قيل: لكل نبي هجرة، ولإبراهيم هجرتان. قرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو: (رَبِّيَ) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها (١).
﴿إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ﴾ الذي يمنعني من أعدائي.
﴿الْحَكِيمُ﴾ الذي يأمرني بما فيه صلاحي.
﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧)﴾.
[٢٧] ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ﴾ فلم يبعث الله نبيًّا بعد إبراهيم إلا من نسله ﴿وَالْكِتَابَ﴾ يريد به: الجنس؛ ليتناول التوراة والزبور والإنجيل والقرآن ﴿وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا﴾ هو الثناء الحسن.
﴿وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ أي: في زمرتهم، وهم الأنبياء وأتباعهم صلوات الله عليهم أجمعين.