وَفَتْحُكُمْ حَلَبًا بِالسَّيْفِ في صَفَرٍ مبشرٌ بفتوحِ القدسِ في رَجَبِ
فكان كما قال، وفتح القدس في رجب كما تقدم، فقيل له: من أين لك هذا؟ فقال: أخذته من تفسير ابن مرجان (١) في قوله تعالى: ﴿الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾، وكان الإمام أبو الحكم بن مرجان الأندلسي قد صنف تفسيره المذكور في سنة عشرين وخمس مئة، وبيت المقدس يومئذ بيد الفرنج لعنهم الله.
قال ابن خلكان في "تاريخه" في ترجمة ابن الزكي: ولما وقفت أنا على هذا البيت وهذه الحكاية، لم أزل أتطلب تفسير ابن مرجان حتى وجدته على هذه الصورة، ولكن رأيت هذا الفصل مكتوبًا في الحاشية بخط الأصل، ولا أدري هل كان من أصل الكتاب، أم هو ملحق، قال وذكر له حسابًا طويلًا وطريقًا في استخراج ذلك حين حزره من قوله تعالى: ﴿بِضْعِ سِنِينَ﴾، انتهى (٢)، وقد صحيح البغوي الأول كما تقدم.
﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾ من قبل قتالهم وبعده، فأي الفريقين كان له الغلبة، فهو بأمر الله وقضائه.
﴿وَيَوْمَئِذٍ﴾ أي: يوم يغلب الروم فارس.
﴿يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
* * *
(١) "برجان" في: "ت".
(٢) انظر: "وفيات الأعيان" لابن خلكان (٤/ ٢٢٩ - ٢٣٠).


الصفحة التالية
Icon