نافع، وأبو جعفر، ويعقوب: (لِتُرْبُوا) بالتاء المضمومة وسكون الواو على الخطاب؛ أي: لتربوا أنتم، وتصيروا ذوي زيادة من أموال الناس، وقرأ الباقون: بالغيب وفتح الياء والواو، وجعلوا الفعل للربا (١)؛ لقوله: ﴿فَلَا يَرْبُو﴾ أي: لا ينمو ﴿عِنْدَ اللَّهِ﴾ ولا يبارك فيه.
﴿وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ﴾ تبتغون ﴿وَجْهَ اللَّهِ﴾ اتفق القراء على مد (مَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ) من أجل قوله: (وَإِيَتاءِ الزَّكَاةِ)، ثم رجع من الخطاب إلى الغيبة.
فقال: ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ﴾ تُضاعَف حسناتهم.
* * *
﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٠)﴾.
[٤٠] ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ﴾ المعنى: هو المختص بهذهِ الأشياء ﴿هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ فلم يجيبوا عجزًا.
فقال: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ به من المعبودين. قرأ حمزة، والكسائي، وخلف: (تُشْرِكُونَ) بالخطاب، والباقون: بالغيب (٢).
* * *

(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٧٥)، و"تفسير البغوي" (٣/ ٤٩٧)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣٤٨)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ٧٢).
(٢) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٢١)، و"الكشف" لمكي (١/ ٥١٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ٧٣).


الصفحة التالية
Icon