﴿وَالنَّوْمَ سُبَاتًا﴾ راحة لأبدانكم.
﴿وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾ ينتشر فيه الخلق للمعاش.
...
﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (٤٨)﴾.
[٤٨] ﴿وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ﴾ قرأ ابن كثير: (الرِّيحَ) على الإفراد، وقرأ الباقون: (الرِّيَاحَ) على الجمع (١) ﴿بُشْرًا﴾ ناشرات للسحاب، جمع نشور. قرأ ابن عامر: بالنون وضمها وإسكان الشين على التخفيف، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بالنون وفتحها وإسكان الشين على أنه مصدر وصف به، وقرأ عاصم: بالباء الموحدة وضمها وإسكان الشين تخفيف بشر جمع بشور بمعنى مبشر، وقرأ الباقون: بالنون وضمها وضم الشين على المعنى الأول (٢).
﴿بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾ أي: قدامَ المطر.
﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ والطهور: هو الباقي على أصل خلقته من ماء المطر والبحر والعيون والآبار، على أي صفة كان؛ من عذوبة وملوحة، وحرارة وبرودة وغيرها.
وما تغير بمكثه، أو بطاهر لا يمكن صونه عنه؛ كالتراب والطحلب
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٤٦٥)، و"التيسير" للداني (ص: ١١٠)، و"معجم القراءات القرآنية" (٤/ ٢٨٨ - ٢٨٩).