الآخرة كما يحمدونه في الدنيا؛ لأن النعم في الدارين منه، وحذفت إحداهما لدلالة الأخرى عليها.
﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ﴾ المحكِم لأمور الدارين ﴿الْخَبِيرُ﴾ بالأشياء؛ لأن وجودها إنما هو به جلَّت قدرتُه.
﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (٢)﴾.
[٢] ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ﴾ أي: يدخل فيها من الأموات والكنوز والدفائن وغيرها ﴿وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا﴾ من النبات والأموات عند الحشر، وماء العيون وسائر المخرَجات.
﴿وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ﴾ من الوحي والرسل والكتب والأقدار والأمطار والصواعق والشهب.
﴿وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا﴾ أي: يصعد فيها (١) من الملائكة والأعمال.
﴿وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ﴾ للمفرِّطين في شكر نعمته.
﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (٣)﴾.
[٣] ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ استهزاءً واستبطاء للبعث: {لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ