﴿إِنْ هُوَ﴾ أي: المعلَّم، وهو الموحى إليه - ﷺ -.
﴿إِلَّا ذِكْرٌ﴾ موعظة ﴿وَقُرْآنٌ مُبِينٌ﴾ الأحكام، المعنى: إنما منعناه من عمل الشعر وتعليمه؛ لئلا يتهم.
...
﴿لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (٧٠)﴾.
[٧٠] ﴿لِيُنْذِرَ﴾ قرأ نافع، وأبو جعفر، وابن عامر، ويعقوب: (لِتُنْذِرَ) بالخطاب للنبي - ﷺ -، وقرأ الباقون: بالغيب إخبارًا عن القرآن (١) ﴿مَنْ كَانَ حَيًّا﴾ عاقلًا.

= من حديث البراء بن عازب. قال ابن حجر -رحمه الله-: قال ابن التين: كان بعض أهل العلم يقوله بفتح الباء من قوله: "لا كَذِبَ" ليخرجه عن الوزن. وقد أجيب عن مقالته ﷺ هذا الرجزَ بأجوبة أحدها: أنه نظم غيره، وأنه كان فيه: أنت النبي لا كذب.. أنت ابن عبد المطلب، فذكره بلفظ "أنا"... وذكر رحمه الله أجوبة أقربها للصواب والله أعلم: أنه دلَّ على جواز وقوع الكلام منه ﷺ منظومًا من غير قصدٍ إلى ذلك، ولا يسمى ذلك شعرًا، وكان قد وقع الكثير من ذلك في القرآن العظيم، منها: ﴿الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ﴾ ﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ ﴿مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ﴾... ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ﴾ ﴿وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ﴾... إلخ ما ذكر رحمه الله. انظر "الفتح" (٨/ ٣١) و (١٠/ ٥٤٢).
(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٨٥)، و "تفسير البغوي" (٣/ ٦٤٩)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٥٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ٢٢١).


الصفحة التالية
Icon