الأمم، وهو يعبر عنه بعبارته، وقال ابن عباس: "أشاروا إلى عبيد كانوا للعرب من الفرس، أحدهم أبو فكيهة مولى الحضرميين، وجبر ويسار وعداس وغيرهم، كانوا بمكة، زعم الكفار أن محمدًا اختلق القرآن، وأعانوه على اختلاقه" (١).
﴿فَقَدْ جَاءُوا﴾ يعني؛ قائلي هذه المقالة.
﴿ظُلْمًا﴾ كفرًا ﴿وَزُورًا﴾ كذبًا؛ لنسبتهم القرآن إلى غير قائله.
...
﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٥)﴾.
[٥] ﴿وَقَالُوا﴾ المشركون؛ القرآنُ ﴿أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ ما سطره المتقدمون ﴿اكْتَتَبَهَا﴾ انتسخها محمد؛ أي: طلب أن تُكتب له؛ لأنه كان لا يكتب.
﴿فَهِيَ تُمْلَى﴾ أي: تقرأ ﴿عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ غدوةً وعشيًّا.
...
﴿قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (٦)﴾.
[٦] فرد الله عليهم بقوله: ﴿قُلْ أَنْزَلَهُ﴾ الله (٢).
﴿الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ﴾ الغيب.
(٢) لفظ الجلالة "الله" لم يرد في "ت".