﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ﴾ وهم الأصنام ﴿لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ﴾ لعجزهم. قرأ نافع، وهشام عن ابن عامر: (تَدْعُونَ) بالخطاب على معنى: قل لهم يا محمد: والذين تدعون أنتم، والباقون: بالغيب على ذكر الغائب.
﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ صفتان بَيَّنَ عُرُوَّ الأصنام عنهما، وهي عبارة عن الإدراك على إطلاقه.
﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (٢١)﴾.
[٢١] ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ كعاد وثمود.
﴿كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ﴾ قرأ ابن عامر: (أَشَدَّ مِنْكُمْ) بالكاف، وكذا هو في المصحف الشامي، والباقون: بالهاء، وكذا هو في مصاحفهم (١).
﴿قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ﴾ المعنى: ألم يعتبروا بمن قبلهم؟ كانوا أشد منهم بأسًا وأجسادًا، وأحصن قصورًا، فكفروا.
﴿فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾ فأهلكهم.
﴿وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ﴾ يدفع عنهم العذاب. قرأ ابن كثير: (وَاقِي)

(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٦٩)، و"التيسير" للداني (ص: ١٩١)، و"معجم القراءات القرآنية" (٦/ ٤٠).


الصفحة التالية
Icon