بقدر الحاجة ﴿فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ﴾ أي: تتمّة أربعة أيّام، المعنى: خلق الأرض في يومين: الأحد والإثنين، وقدر الأقوات في الثلاثاء والأربعاء، فهما مع اليومين المتقدمين أربعة أيّام ﴿سَوَاءً﴾ قرأ أبو جعفر، (سَوَاءٌ) بالرفع على الابتداء؛ أي: هي سواء، وقرأ يعقوب: (سَوَاءٍ) بالكسر صفة لأيام، وقرأ الباقون: بالنصب على المصدر (١)؛ أي: استوت سواء واستواء، ومعناه: سواء ﴿لِلسَّائِلِينَ﴾ عن خلقها بما فيها.
* * *
﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (١١)﴾.
[١١] ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾ عمد إلى خلقها.
﴿وَهِيَ دُخَانٌ﴾ روي أن العرش كان قبل خلق السَّماء والأرض على الماء، فارتفع من ذلك الماء بخار فسمي دخانًا، فأيبس الله تعالى الماء فجعله أرضًا، ثمّ فتقها أرضين، ثمّ خلق من ذلك البخار السماءَ.
﴿فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا﴾ أي: كونا كما أردتُ.
﴿طَوْعًا أَوْ كَرْهًا﴾ مصدران في موضع الحال.
قال ابن عبّاس: "قال تعالى للسماء: أخرجي شمسك ونجومك، وللأرض: شقي أنهارك وأخرجي ثمرك ونباتك، فإن فعلتما ذلك طوعًا، وإلا ألجأتكما أن تفعلاه كرهًا" (٢).
(٢) رواه الحاكم في "المستدرك" (٧٣)، وعزاه السيوطيّ في "الدر المنثور" =