﴿مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (٤٣)﴾.
[٤٣] ﴿مَا يُقَالُ لَكَ﴾ يا محمّد؛ من التكذيب ﴿إِلَّا﴾ مثل.
﴿مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ﴾ من التكذيب ﴿مِنْ قَبْلِكَ﴾ وهو تسلية له - ﷺ - عن مقالات قومه، وما يلقى من المكروه منهم.
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ﴾ لأوليائه ﴿وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ﴾ لأعدائه.
* * *
﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (٤٤)﴾.
[٤٤] ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ﴾ أي: هذا الكتاب الّذي يُقرأ على النَّاس.
﴿قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا﴾ يُقرأ بغير لغة العرب.
﴿لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ﴾ هَلَّا بُينت ﴿آيَاتُهُ﴾ بالعربيّة.
﴿أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾ الهمزة للإنكار، المعنى: لأنكروا، وقالوا: قرآن أعجمي، ورسول عربي؟ والأعجمي -بسكون العين-: من لا يفصح، وإن كان عربيًّا، وليست نسبة حقيقة، إنّما هي توكيد لمعنى الصِّفَة؛ كأحمريّ في أحمر. قرأ قنبل عن ابن كثير، وهشام عن ابن عامر، ورويس عن يعقوب باختلاف عنهم: (أَعْجَمِيٌّ) بهمزة واحدة على الخبر، وقرأ الباقون: بهمزتين على الاستفهام، فحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو بكر عن عاصم، وروح عن يعقوب: يحققون الهمزتين، والباقون: يحققون