﴿وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً﴾ يكسِبْ طاعة ﴿نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا﴾ بتضعيفها.
﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ﴾ ساترٌ ذنوبَ (١) عبيده ﴿شَكُورٌ﴾ مجازٍ على الدقيقة من الخير، لا يضيع عنده لعامل عمل.
...
﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٢٤)﴾.
[٢٤] ﴿أَمْ﴾ أي: بل ﴿يَقُولُونَ﴾ كفار مكة: ﴿افْتَرَى﴾ محمد.
﴿عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ بنسبته القرآن إلى الله ﴿فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ﴾ أي: ينسيك القرآن، والمراد: الرد على مقالة الكفار، وبيان إبطالها، وذلك كأنه يقول: وكيف يصح أن تكون مفتريًا، وأنت من الله بمرأى ومسمع، ولو شاء الله أن يختم على قلبك، فلا تعقل ولا تنطق، ولا يستمر افتراؤك؟! فمقصد اللفظ هذا المعنى، وحذف ما يدل عليه الظاهر اختصارًا واقتصارًا، وهذا التأويل تهديد لهم، وقيل: المعنى: يختم على قلبك بالصبر، فلا تتأذى منهم، وهذا التأويل تسلية له - ﷺ -.
قال ابن عطية (٢): هذا التأويل لا يتضمن الرد على مقالتهم.
﴿وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ﴾ وهو الكفر، فعل مستقبل خبر من الله تعالى أنه يمحو الباطل ولا بد، إما في الدنيا، وإما في الآخرة، وكتبت (يَمْحُ) في المصحف بحاء مرسلة، كما كتبوا ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ﴾ [الإسراء: ١١] إلى غير ذلك مما ذهبوا
(٢) في "المحرر الوجيز" (٥/ ٣٥).