﴿يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١)﴾.
[١١] ﴿يَغْشَى النَّاسَ﴾ يحيط بهم، فإذا غشيهم، قالوا: ﴿هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
...
﴿رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢)﴾.
[١٢] ويقولون: ﴿رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ﴾ مصدقون بنبينا.
...
﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣)﴾.
[١٣] وعلم الله تعالى قولهم في حال الشدة: (إِنَّا مُؤْمِنُونَ) إنما هو عن حقيقة منهم، فدل على ذلك بقوله: ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى﴾ كيف يتذكرون الإيمان عند نزول العذاب.
﴿وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ﴾ يبين لهم أحكام الدين؛ يعني: محمدًا - ﷺ -.
= اشتد أذاه للمسلمين، ألا ترى أنه لمَّا يئس من قومه قال: "اللهم اشدد وطأتك على مضر.. " ودعا على أبي جهل، ودعا على الأحزاب بالهزيمة والزلزلة، فأجاب اللهُ دعاءه فيهم... فبالغ في الدعاء عليهم لشدة إجرامهم، ونهى عائشة عن الرد على اليهود باللعنة، وأمرها بالرفق في المقارضة لهم، والرد عليهم مثل قولهم، ولم يبح لها الزيادة والتصريح، فيمكن أن يكون كان ذلك منه - ﷺ - على وجه التألف لهم والطمع في إسلامهم. والله أعلم.