كثير، وأبو جعفر، ويعقوب: بهمزتين على الاستفهام، وهم على أصولهم، فابن ذكوان عن ابن عامر يحقق الهمزتين على الأصل، وهشام عنه بهمزة ومدة؛ لأنّها همزة استفهام دخلت على همزة القطع، فجعلت همزة القطع بين الهمزة والألف، والثلاثة يحققون الهمزة الأولى، ويسهلون الثّانية، وأبو جعفر على أصله في إدخال ألف بين الهمزة المحققة والملينة، وكلاهما فصيحان؛ لأنّ العرب تستفهم بالتوبيخ، وتترك الاستفهام فتقول: أَذَهَبْتَ ففعلتَ كذا، وذهبت ففعلت كذا (١).
﴿وَاسْتَمْتَعْتُمْ﴾ تمتعتم ﴿بِهَا﴾ فما بقي لكم منها شيء.
﴿فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ﴾ الهوان ﴿بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ﴾ تخرجون عن طاعة الله.
قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: رأى عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - لحمًا معلقًا في يدي، فقال: ما هذا يا جابر؟ قلت: اشتهيت لحمًا فاشتريته، فقال عمر: أو كلما اشتهيتَ يا جابرُ اشتريت؟ أما تخاف هذه الآية: ﴿أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا﴾ (٢).

(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٩٩)، و"تفسير البغوي" (٤/ ١٣٩)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٦/ ٣٦٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٦/ ١٧٠ - ١٧١).
(٢) رواه الإمام مالك في "الموطَّأ" (٢/ ٩٣٦)، وابن أبي شيبة في "المصنِّف" (٢٤٥٢٤) والحاكم في "المستدرك" (٣٦٩٧)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٥٦٧٢).


الصفحة التالية
Icon