﴿أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ واختلف القراء في الهمزتين من (أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ)، ولم يرد في القرآن همزتان متفقتان بالضم في كلمتين إِلَّا في هذا المحل، فقرأ أبو عمرو: بإسقاط الهمزة الأولى منهما بلا عوض منها، وتحقيق الثّانية، وقرأ قالون عن نافع، والبزي عن ابن كثير: بتسهيل الأولى بين الهمزة والواو، وتحقيق الثّانية، وقرأ أبو جعفر، ورويس عن يعقوب: بتحقيق الأولى، وتسهيل الثّانية، واختلف عن قنبل راوي ابن كثير، وورش راوي نافع، فروي عن الأوّل: جعل الهمزة الثّانية بين بين، وروي عنه إسقاط الهمزة الأولى، وهو الّذي عليه الجمهور من أصحابه، وروي عن الثّاني: إبدال الهمزة الثّانية حرف مد، وروي عنه: تسهيلها بين بين، وقرأ الباقون، وهم: الكوفيون، وابن عامر، وروح عن يعقوب: بتحقيق الهمزتين (١).
* * *
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٣)﴾.
[٣٣] ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ﴾ لم يتحير فيه، ولم يعجز عنه ﴿بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾ الباء في قوله (بِقَادِرٍ) زائدة مؤكدة، ومن حيث تقدّم نفيٌ في صدر الكلام، حَسُنَ التأكيدُ بالباء، ولم يكن المنفي ما دخلت هي عليه؛ كما في قولك: ما زيدٌ بقائمٍ، كأنَّ بدل (أَوَلَمْ يَرَوْا): أَوَلَيْسَ الّذي خَلَق. قرأ يعقوب: (يَقْدِرُ) بياء مفتوحة

(١) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣٩٢)، و"معجم القراءات القرآنية" (٦/ ١٧٦ - ١٧٧).


الصفحة التالية
Icon