﴿هَؤُلَاءِ﴾ أصلُه: أولاء، دخلت عليه هاء التنبيه، وهو في موضع النِّداء، يعني: أنتم يا هؤلاء المخاطبون، ثمّ استأنف فقال:
﴿تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ما فرض عليكم.
﴿فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ﴾ بالزكاة المفروضة، و (يَبْخَلُ) رفع؛ لأنّ (مَنْ) هذه ليست بشرط؛ لاستئنافك ﴿وَمَنْ يَبْخَلْ﴾ بالصدقة والمفروض، و (يَبْخَلْ) جزم، لأنّ (مَنْ) هذه شرط، جوابه ﴿فَإِنَّمَا يَبْخَلُ﴾ رفعٌ أيضًا.
﴿عَنْ نَفْسِهِ﴾ أي: عليها، المعنى: جزاءُ بخله مختص به.
﴿وَاللَّهُ الْغَنِيُّ﴾ عنكم وعن صدقتكم ﴿وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا﴾ عن الطّاعة ﴿يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ خيرًا منكم، وهم الأنصار.
﴿ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾ في البخل والتولي ونحوهما، بل يكونوا خيرًا منكم، وأطوعَ لله، والله أعلم.
* * *