وإخواننا، ثم يدخلون علينا، فتتحدث العرب أنهم دخلوا علينا على رغم أنفنا، واللات والعزى لا يدخلونها علينا، فهذه.
﴿حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ التي دخلت قلوبهم. قرأ أبو عمرو، وهشام: (إِذ جَّعَلَ) بإدغام الذال في الجيم، والباقون: بالإظهار (١).
﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ﴾ أي: الثبات والوقار ﴿عَلَى رَسُولِهِ﴾ - ﷺ -.
﴿وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ حتى لم يدخلهم ما دخل المشركين من الحمية، فيعصوا الله في قتالهم.
﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾ هي كلمة الشهادة؛ أي: يثبتهم عليها ﴿وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا﴾ ممن أباها من المشركين ﴿وَأَهْلَهَا﴾ في علم الله وسابق قضائه لهم، وقوله تعالى:
﴿وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ إشارة إلى علمه بالمؤمنين الذين دفع عن الكفار من قريش بسببهم، وإلى علمه بوجه المصلحة في صلح الحديبية، فيروى أنه لما انعقد، أمن الناس في تلك المدة الحرب والفتنة، وعلت دعوة الإسلام، وانقاد إليه كل من كان له فهم من العرب، وزاد عدد الإسلام في تلك المدة أضعاف ما كان قبل ذلك، ويقتضي ذلك أن رسول الله - ﷺ - كان في عام الحديبية في أربع عشرة مئة، ثم سار إلى مكة بعد ذلك بنحو عامين في عشرة آلاف فارس - ﷺ -.
...

(١) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: ٣٥٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٦/ ٢٠٩).


الصفحة التالية
Icon