بمعنى (إذ) غير موجود في لسان العرب، انتهى (١).
﴿مُحَلِّقِينَ﴾ حال من (آمِنِينَ) مفعوله ﴿رُءُوسَكُمْ﴾ أي: جميعَ شعورها ﴿وَمُقَصِّرِينَ﴾ بعض شعورها، وتقدم حكم الحلق والتقصير في سورة البقرة عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ [الآية: ١٩٦].
﴿لَا تَخَافُونَ﴾ أبدًا ﴿فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا﴾ من الحكمة في تأخير الفتح.
﴿فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ﴾ أي: فتح مكة ﴿فَتْحًا قَرِيبًا﴾ هو فتح خيبر، وتحققت الرؤيا في العام القابل، فكان فتح مكة في رمضان سنة ثمان من الهجرة.
...
﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (٢٨)﴾.
[٢٨] ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى﴾ ملتبِسًا به ﴿وَدِينِ الْحَقِّ﴾ الإسلام ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ ليعليَه على جنس الدين كله بنسخ ما كان حقًّا، وإظهار فساد ما كان باطلًا، وهذا موجود الآن في دين الإسلام؛ فإنه قد عم أكثر الأرض، وظهر على كل دين.
﴿وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ أي: شاهدًا بهذا الخبر، ومعلمًا به، وعلى هؤلاء الكفار المنكرين أمرَ محمد - ﷺ - الرادين في صدره، ومعاقبًا لهم بحكم الشهادة.
...

(١) انظر: "المحرر الوجيز" (٥/ ١٣٩).


الصفحة التالية
Icon